إعلان

أحدث إصدارات الكاتب عادل إدريس المسلمي لعام 2021 .. الفانتازيا الساخرة (سعيكم مشكور) إصدار دار الراية للنشر والتوزيع .. متواجدة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 وقريبا بمكتبات مصر والدول العربية

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

يالا بينا نعمل ثورة

ومالو ...
نعمل ثورة تاني وتالت ورابع وعاشر ما هي الثورات أصبحت لعبة في يد كل من هب ودب يعني كل ما ها يجي نظام وما يعجبناش نديها ثورة وكأن الثورة إزازة حاجة ساقعة ها نقربعها ونتقرع .
بس تعالوا نسأل سؤال مهم...
مين قال أن ثورة يناير 2011 فشلت كما يظن الكثيرين ؟.
قد تكون فشلت من وجهة نظرهم فعلا كونها لم تحقق هدفها ووفقا للشعار المرفوع حينذاك 
" عيش حرية عدالة اجتماعية" وراح ضحيتها الابرياء من الشباب الذين ظنوا بأنها ثورة حقيقية نابعة من قلب مصر ولمصر فساروا وراء البعض المأجور ممن أشعلوا فتيل الثورة .
ولكن من وجهة نظر من خطط للقيام بالثورة فقد حققت نجاحا مبهرا وبدرجة امتياز مع مرتبة ومخدة ولحاف الشرف.. نجحت كما هو مرسوم لها وفقا لمخطط الفوضى الخلاقة .
لذا .. فقد رأينا الثورة اتخذت مسار الهوجة بكل معانييها فتحولت إلي بلطجة وعربدة وسلب ونهب وكل أشكال الطفح الأخلاقي.
لقد نجحت الثورة وتجرع من خطط لها نخب النجاح فقد كانت أولي خطوات الفوضى الخلاقة وكما هو مدرج بجدول سير الثورة هو إنهاء الترابط الاجتماعي الذي كان يميز الشعب المصري و خلق جيل جديد مغيب منزوع الهوية حاقدا علي الوطن .
ومنذ أن قامت الثورة ولا يكل اللعب في أدمغة الشباب بكل أنواع الشطط الفكري حتى جنحت العقول وصارت لا تتلقي إلا ما يشار لها فغلفت بالكره حتى خرج علينا من يطالب بوأد الآباء والأمهات كونهم من أسباب ما آلت إليه مصر فهم يرون أن طيبتهم المفرطة وتوكلهم دائما علي الله هو من جعل مصر في هذا السوء فوأدهم والخلاص منهم سيكون انطلاقة لتحرير مصر من التخلف العقلي.
وأمس قرأت علي تويتر من يقول ...
" ومالوا لو قامت ثورة دامية وراح فيها مليون أو حتى تلاته مليون المهم تقوم ثورة ونتمتع بالحرية" 
ألم أقل لكم لقد نجحت ثورة يناير 2011 .
لقد نجحت وإلا ما كنا رأينا ولا قرأنا ما يكتب علي مواقع التواصل الاجتماعي من هرتلة وانحطاط أخلاقي.
أتعجب عندما أري من يكتب عن أزهي عصور مصر أيام الملك فاروق وهو لم يعاصره  أو من يقول ما أروعك يا مبارك بعدما كان يشتم فيه ليلا نهارا  أو من يشكك في انتصار أكتوبر أو من يطالب بأن تكون مصر تابعة لتركيا كون أن رئيسها هو خليفة المسلمين.
أتعجب ممن يشتمون في مصر وهم ينعمون بخيراتها وكأن السباب فيها فخرا لهم ويجعلهم من الثوار الاحرار .
لقد نجحت ثورة يناير 2011.
فقد اخرجت لنا إعلام بلا هوية ثابتة  .. إعلام متأرجح .. جاهل .. أستغل سذاجة البسطاء  فتاجر بعقولهم .

صحيح نحن نعاني الآن من ارتفاع أسعار وفساد فاق الركب ووصل للرقاب وأصبح الدولار يلاعب العقول ولكن هل ما يحدث بفعل فاعل أم نتيجة سوء تخطيط ؟.
بالتأكيد والدليل فكيف منذ شهور قليلة كانت شركات السكر المصرية لديها مخزون راكد وتعاني معاناة الأمرين لبيعه وكانت تقترض من البنوك لسد المصروفات العمومية من أجور عاملين وخلافة من الثوابت الأساسية وكانت تطالب هذه الشركات بأن يفرض رسم جمركي علي كل طن يستورد من الخارج وفجأة أصبح السكر بدلا من أن يباع بأربعة أو خمس جنيهات وصل لهذا السعر الغريب .. إذن هناك أياد خفية تتلاعب بكل حرفية لتفعل ذلك الإحباط.
أنا علي يقين بأنه بفعل فاعل والغرض معروف هو إحباط الشعب المصري وجعل هناك حالة ارتباك في الحياة الاجتماعية تمهيدا للقيام بثورة أخري تكون هي الضربة القاضية لمصر.
هذا لا يعنى أن ليس هناك سوء تخطيط من الحكومة بالعكس أنا أحملها المسئولية كاملة فهي التي نامت في العسل حتى فوجئت بالمشكلة تراكمت أمامها وهذه دلالة علي أنها حكومة فاشلة بكل المقاييس .. حكومة لا تعرف كيف تتنبأ بخطورة الموقف .. حكومة ذات فكر ضيق .. حكومة ليس لها طعم ولا لون قد يكون لها رائحة من تبللها نتيجة تحرجها مما يحدث.
يلا نعمل ثورة...
ولكن ثورة علي تدني الأخلاق وهدرجة العقول وترنحها من المخدرات التي أصبحت تغرق البلاد فغيبت العقول.
ثورة تعود بأخلاقنا لسابق عهدنا.
ثورة تعود بنا مترابطين لافرق بين هذا وذاك.
ثورة تسامح  ومحبة وليست ثورة تناحر وتناطح.
حماك الله يا مصر من كل الشرور.