إعلان

أحدث إصدارات الكاتب عادل إدريس المسلمي لعام 2021 .. الفانتازيا الساخرة (سعيكم مشكور) إصدار دار الراية للنشر والتوزيع .. متواجدة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 وقريبا بمكتبات مصر والدول العربية

الجمعة، 27 أغسطس 2021

أهلا بكم في العصر البهبيظي

 أبناء جيلي والأجيال السابقة كنا ولازلنا ننظر لبعض الألقاب التي ينولها البعض من القامات البارزة بمختلف المستويات سواء في المجتمع العربي أو الغربي بقدسية كبيرة وباحترام جم وعلى سبيل المثال الدكتوراة الفخرية فيعني هذا أن هذا الشخص قد أثر بشكل كبير في مجتمعه مما جعل إحدى الجامعات المرموقة أن تمنحه إياها وتجد هذا الحدث الجلل يتصدر الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة العالمية ولذلك لو رجعت لسجلات هذه الجامعات ستجد شخصيات يشار لها بالبنان وبأعداد قد تصل أحيانا لأصابع اليد الواحدة.

ومع دخولنا في العصر البهبيظي ومتغيراته الهلامية التي ضربت المجتمعات وخاصة التي أنسلخت من قيمها الراسخة أصبح هناك جهات غير معروفة تمنح الدكتوراة الفشخرية مثلما كان يفعله الملوك في غابر الأزمان عندما يوزعون العطايا على عامة الشعب.
فلا تتعجب ولا تندهش عندما تجد أن الفنان الفلاني قد منحته جامعة (بكابورتا)
الدكتوراة الفشخرية لتميزه في الأداء المتقعقر الحديث أو أن الراقصة الفلانية قد حصلت على الدكتوراة الفشخرية من جامعة (بابا أوبح ) لتميزها في هز الوسط على واحدة وربع.

خلي عندك روح رياضية

 كأهلاوي صميم .. من قلبي والله أهنيء جمهور نادي الزمالك ومنهم الكثير من أصدقائي وأقاربي على الحصول على درع الدوري العام للمرة (13) وإن كانت الفرحة قد تأخرت كثيرا ولكنها جاءت وأثلجت قلوب جمهوره الذي عان الكثير نفسيا وبدنيا واجتماعيا ورغم ذلك ظل مستمسكا بوفاءه وبأمل قد جاء أخيراً فهنيئا لهم هذا الانجازالذي جاء بشق الأنفس.

وأقول لجمهور النادي الأهلي لا داعي للغضب على بطولة تسرسبت من بين أقدام اللاعبين بعدما أصابتهم نشوة الانتصارات "وبلاش طمع" فيكفي ما تزدحم به دولاليب البطولات العالمية والإفريقية والمحلية ومنها بطولة الدوري العام وعددها (42) بطولة وبنسبة تقارب ال (75%) من عدد نسخ الدوري منذ بدايته.
عموما أنها بشرة خير كي يتواجد على الساحة أكثر من نادي يستطيع أن يوقف هذا المارد الأحمر القاسي الآسي الذي لا يرحم بلا هوادة ويلتهم البطولة وكأنه يقزقز اللب.
وبهذه المناسبة أتذكر عندما حصل النادي الأهلي على درع الدوري للمرة (13) وكان ذلك في عام 1975 أي منذ ما يقرب من (46) عاما وكنت وقتئذ أبلغ الرابعة والعشرين من عمري وكنت اعتقد أن رقم (13) فال سيء على النادي الأهلي كما تقول الأساطير ولكنها كانت أكذوبة .
من حق جمهور نادي الزمالك أن يفرح ويهلل ويرقص ولكن على لاعبيه أن لا تصيبهم لعنة الغرور القاتلة كما حدث عام 2004 عندما حصل نادي الزمالك على الدرع للمرة (11) وخرجت جماهيره عن بكرة أبيها تتغنى بأن الدرع لن يخرج مرة أخرى من النادي ولكنه خرج ولم يعد لمدة تسع سنوات أخريات لدولاب النادي الأهلي حتى عام 2015 حيث حصل على الدرع نادي الزمالك أي في خلال عشرون عاما تقريبا حصل نادي الزمالك على درع الدوري مرتين فقط.
وبكل روح رياضية أقول مرة أخرى : الف الف مبروك لجمهور نادي الزمالك

وأخذنا اللقاح

 بعد تردد قررت أن أسجل أسمي ضمن طالبي لقاح كورونا ولم يمر إلا يومان ووجدت رسالة بتليفوني المحمول تبلغني بأن أذهب لمركز التطعيم القريب للمنزل وبت في حيرة وكأنني مقدم على عملية طبية كبرى .. توكلت على الله ذاهبا للمركز الطبي .. ما هذا الجمع الغفير من البشر وكلهم من كبار السن مثل حالتي بل هناك من تعد العقد الثامن وجاء بصحبة أبنه ومنهم من جاء على كرسي متحرك .. بصراحة النظام كان أكثر من رائع وكل له رقم ينادي به.

جلست انتظر دوري بجانب أحدهم وكان رشيقا جدا .. وسيما في ملبسه حتى النظارة الشمسية بإطارها الذهبي تكمل وسامته وكأنه في ريعان شبابه علاوة على خفة دمه بدرجة كبيرة ودار حوار بدأه هو:
- شايفك متوتر .. صح ؟.
- لا والله .. أصل أكتر حاجة بأكرها غرز الحقن.
- هو حضرتك كام سنة؟.
- سبعين؟.
- طب تديني أنا كام سنة؟.
داعبته قائلا:
- نقول تقريبا أربعين؟
قهقهة عالية .. وقال:
- أنا عندي واحد وتسعون عاما وكام شهر.. وأولادي غصبوا علي آخد اللقاح .. أقول لهم يا ولاد كورونا مش ها تعدي عليّ لأن في ميثاق شرف بين الأمراض وأنا والحمد لله عندي عدد هائل منها وما فيش مكان ليها عندي.
كان هذا الشخص يسبقني بعدة أرقام وقد تم المناداة على رقمه فقام وبمساعدة أبنه واتجها إلى الغرفة المخصصة وعاد بعد أن تلقى اللقاح وجلس ثم نظر إلي قائلا:
- أبسط يا عم حظك حلو.. اللي أدتني الحقنة دكتورة ما شاء الله يدها زي ريشة النعامة مش زي الواد أبني بيغرز الحقنة وكأنه بيقور كوسة المحشي.
جاء دوري وأوقفني أحد المنظمين أمام غرفة مغلقة لحين خروج من بها فسألته هو اللي بيدي اللقاح دكتور ولا دكتورة فقال لي: دكتور .. فبادرته : والغرفة الأخرى فقال لي: دكتور بردو.. النهاردة كلهم دكاترة رجالة.
"الله الله أومال الراجل قالي أن اللي أعطاه اللقاح دكتورة ليه ؟" هكذا حدثت نفسي.
خرجت فوجدت الشخص أياه جالسا فجلست بجانبه وسألته: أنت لسه هنا ما روحتش؟ فقال لي: منتظر أبني التاني يجي بالعربية.. فسألني ضاحكا:
- أيه رأيك بقى في يد الدكتورة مش زي ما قلت لك بالظبط؟.
فقلت له :
- يا عم ما فيش دكتورة في الغرفتين كلهم دكاترة .
فضحك مقهقها جعل من بجانبنا يتنبه وقال:
- ما أنا لو قلت لك دكتور كنت ها تترعش وتخاف وممكن ترجع في كلامك ماهو أصل إحنا يا معشر الرجال بنحس براحة نفسية لما نتعامل مع النساء .. كلهن رقة وحنان.
تلقف الحديث أحد كبار السن يجلس بجوارنا فوجدته انتفض قائلا:
- رقة وحنان وراحة نفسية إيه يا عم الحاج دول شغالين قتل وتقطيع في الرجالة ولا هولاكو في زمانه ولا أنتم مش بتابعوا الأخبار.. ده حتى البنات اللي أخدوا ميداليات في طوكيو خدوها في العاب القتال .. وتقولي راحة نفسية .. يمكن قصدك راحة أبدية.

فناكيش اليوتيوب

عدما كل من هب ودب من صنوف البشر أصبح يوتيوبر يصول ويجول وفقا لأهوائه.. فتجد الكثير منهم يخترع موضوعات ويضع لها عنوان يلفت النظر للدخول لرؤية ما يقوله .. فخد عندك مثلا هناك من يكتب " كيف تعرف نوع الجن الذي يلبسك إن كان جن حنين أو جن منيل " .. أو " أحد العلماء يكتشف سر لماذا نحذق عند التبرز" وآخر عنون ما يعرضه " لماذا تلتفت للخلف عندما ينادي عليك أحد" وآخر عنون " هل السمك وهو بالمياه يتصبب عرقا مثل الأنسان".

فقد شد انتباهي أن إحداهن وضعت عنوان لما سوف تعرضه يقول" أحد علماء الهندسة الزراعية يكتشف سر خطير بالنسبة للبطيخ"
وعندما تابعت الموضوع كدت أموت من الضحك ليس على ما قالته بل على خيبتي بأنني أضعت وقتا في مشاهدة الفيديو وزدت واحدا مما يشاهدوه فقد اكتشفت أن السر الخطير كان في كيفية معرفة إن كانت البطيخة حمراء أم قرعاء بواسطة أن تضعها على الأرض فإن كانت حمراء ستلف جهة اليمين ولو كانت قرعاء ستلف يسارا.. معللا ذلك بأن للبطيخ جاذبية تعتمد على ما يسمي بالدوائر الكهروبطيخية.
ويعني هذا بأن بائع البطيخ بدلا من أن يصيح مناديا " على السكين يا بطيخ" سوف يصيح مناديا " على اليمين بتلف يا بطيخ"
لقد أصبح الهبل بالكوم في زمن إنبعاج العقل وتفلطح الفكر.

الاثنين، 21 يونيو 2021

أحدث إصدارات الكاتب عادل إدريس المسلمي


الفانتازيا الساخرة (سعيكم مشكور)

إصدار دار الراية صالة 2 جناح B59 وتوزيع ميديا بروتيك صالة 2 جناح C2.

الثلاثاء، 1 يونيو 2021

قل أنا معجب ولا تقل أنا أحبك

(حكايات من زمن فات)

عندما كنت فى مقتبل شبابى بأوائل السبعينيات كان حلمى الذى يطاردنى هو السفر لبلاد الفرنجة وبالاخص لندن و باريس و أقلع الجلابية وألبس بنطلون جنس وقميص وأمشى فى الشانزليزيه والبيكاديلى ولما تشوفني اى فرنجاية تشاورلى .
وقد كان لى ما أردت فقد كان الحصول على تأشيرة الدخول لأي من بلاد الفرنجة أمر سهل جدا في ذاك الزمان ، وعندما وطأت رجلاى عاصمة الضباب لندن وكان الوقت قد تجاوز منتصف الليل وبعد الوصول لأحد الفنادق المتوسطة خلدت للنوم وما أن لاح الصباح هرولت للشارع فكلي شغف لأرى عاصمة المملكة التي لا تغيب عنها الشمس كما أطلق عليها هذا المسمى حيث كانت تحتل معظم دول العالم وبما يزيد عن ربع سكان العالم.
الكل أراه كالقطار السريع وكلما أواجه إحداهن وأناولها "جود مورننج " وانتظر أن تناولني ابتسامة ولتقول لي " مورنجك جاسمين يا بيوتفول" فلا أجد حتى التفاتة فقلت فى نفسى "أنه الصباح والكل ذاهب إلى عمله ولعل بالمساء مقصدي".
أعدت هيكلة نفسى فظبطت من نعكشة شعرى بالمشط الشوكة الذى أصطحبته معى فقد كانت الفكرة العالقة بذهنى أن الشقروات يعشقن سمر الوجوه والشعور المنكوشة ولجذب الانتباه عن بعد رششت ملابسي بكمية لا بأس بها من عطر (ون مان شو).
وخرجت بالمساء فوجدت سكون غريب بالشوارع فخيل لى أننى بأواخر الليل ولكن كانت الساعة الثامنة مساء فضربتنى الحيرة فعدت للفندق وأنا أجر أذيال خيبة أملى فنمت مغموما ومتحسرا من ضياع يوما بلا انتعاشة قلبية، وأخيرا جاءت لى فرصة التعرف على إحدى الشقروات وكانت تعمل بريسبشن الفندق وبعد الحاح من جانبى ونظرا لاتقانى اللغة الانجليزية فكان من السهل اقناعها أن تصطحبنى بالمساء لقضاء ساعة واحدة للعشاء كما حددت هي ذلك وأثناء جلوسنا نتبادل الحديث أردت أن أعبر لها عن تقديرى لها ومدى جمالها الفتان الذي ضربني بسويداء قلبي فقلت لها : انت رائعة الجمال فأبتسمت ولم ترد فناولتها على الفور كلمة أحبك فما منها إلا أن نظرت إليّ باستغراب وقالت لى: كم من الوقت تعرفنى؟ فقلت لها : ساعات قليلة فقالت لى : وكيف جاء لك الحب سريعا ؟ فبادرتها قائلا: من النظرة الأولى فضحكت وقالت لى : ولكننى لا أشعر بك فقد أكون معجبة بك فقط ؛ فكانت القاضية التي جعلت العرق يتصبب مني وتوقف الكلام متحسرا على ضياع يوما بلا هدف.
وكم كانت سعادتى بعد ذلك عندما اتكلم مع إحداهن وأقول لها : ريلى أى لايك يو فترد وتقول: مى تو وحرمت أقول أى لف يو.
وكان أول درس تعلمته في الحياة أن كلمة حب ليست كباقى الكلمات فلها قدسيتها ، فليس كل من قال أحبك قد صدق فهى لا تقال باللسان ولكنها تخرج من القلب على هيئة شعاع خفى ويترجمها اللسان .
ولهذا رأى سلاطين العشق والهوى أنه يجب أن تصان هذه الكلمة حتى لا تستخدم إلا عندما تتفاعل الاحاسيس تفاعلا ليس له رجعة وحتى لا تعتبر من الكلمات عابرة السبيل ومن ينطقها يجب أن يكون على قدر طاقتها.
الآن وللأسف يشتكى الحب فكل من هب ودب يقول أحبك وهو لا يعلم ما هو الحب فتمرمط الحب وصار رخيصا.
قل أنا معجب بك ولا تقل أحبك إلا إذا كنت فعلا صادقا ودع قلبك هو الذى يقولها.
وإلي لقاء آخر بصفحة من ذكرياتي الماضية بأذن الله
تحياتي


السبت، 2 يناير 2021




عام سعيد عليكم