السؤال الذي راودني كثيرا ...
هل فشلت أمريكا كأداة في تغيير العالم كما هو مرسوم لها؟.
فالمنطق يقول أن من يحكم العالم هو من يغير العالم.
أعتقد بل أنا علي يقين بأنها فشلت الفشل الذريع في تغيير العالم كما كان مخطط لها من أولي الأمر ذاك الحاكم الخفي الذي يتحكم في مقدرات العالم .. فرغم كل ما تم توفيره لها من قبل أولي الأمر من دعم لوجستي بلا هوادة جعلها كقوة عظمي إلا أنها فشلت في تنفيذ ذلك المخطط .
وكانت آخر المحاولات أو الفرصة الأخيرة هو ظهور باراك أوباما علي الساحة العالمية كرئيس لأمريكا بجلده الملون شكلا ومضمونا ليتلاعب بورقتى الإسلام والمسيحية ولكنه لم ينجح وزاد في فترة حكمه الكره لأمريكا بعد أن كانت قبلة للحرية ومأوي آمن لمتشردي الحياة ولم تستطع أمريكا أن تلملم الهياج عليها بعد أن أججت نار ما يسمي بالربيع العربي وفشله الذريغ ولم تجني منه سوي ازدياد الكره لها وانكشف وجهها جليا عندما لم تستطيع تحجيم ما يسمي بداعش هذه الجماعة التي خرجت من تحت عبائتها وأصبح من الصعب السيطرة عليها بعدما أنقلب السحر علي الساحر.
لذا فالايام القادمة ستشهد إزاحة أمريكا عن المشهد السياسي وتحجيم دورها ولكن سيكون ذلك بشكل تدريجي حتي لا تقع مرة واحدة وتصبح كارثة عالمية لا يمكن التكهن بتوابعها كما أنه ليس بالغباء أن تترك هكذا وهي قد اعتادت علي أن هناك من يأخذ بيدها وتوجيهها.
وكان علي أولي الأمر أو الحاكم الخفي الفعلي للعالم أن يبحث عن ذلك المستتر الجديد ليحكم العالم ويتولي تنفيذ المخطط بعد التعديلات عليه ليواكب المتغيرات التي نتجت من السابق والذي لم يأتي بالنجاح المطلوب تحديدا.
عودة الأسد الغائب
بذكاء ودهاء وجدنا بريطانيا فجأة تظهر في الصورة ولكن بشكل غير مباشر مثل اللاعب الذي يسخن في مضمار الملعب قبل نزوله المعترك السياسي وكانت بداية الظهور بخروجها من الاتحاد الأوربي ومن يعتقد أن هذا قرار دولة منفردا فهو نائم في العسل حتي ولو تم التصويت علي القرار من قبل عامة الشعب فالاعلام الموجه له دوره السابق في شحن الشعب الانجليزي للتصويت بـ نعم وهذا ليس بجديد علي الإعلام الإنجليزي بصفته أقدم إعلام في العالم وله في الحكنة والمهارة الإعلامية باع كبير.
والسؤال المطروح ...
ولماذا تخرج بريطانيا هذه القوة الهائلة من الاتحاد الاوربي؟.
الإجابة سهلة جدا ...
لكى تبتعد عن قوانين الاتحاد التي تحد من تحركاتها القادمة وهناك من الدول بالاتحاد لا يوجد توافق كبير بينها وبين بريطانيا.
كما خرج علينا توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق معتذرا أمام العالم عن ما حدث بالعراق وأنه سار وراء بوش الذي أوقعه بالخديعة بمعلومات مخلوطة وليست دقيقة.
والسؤال المطروح...
لماذا في هذا التوقيت بالذات يعتذر بلير؟.
و الإجابة أيضا سهلة جدا ومن شقين...
أولا : لتكفر بريطانيا عن ذنبها لكل من طاله طائراتها وجنودها .
ثانيا : لإظهار أن أمريكا هي المتسبب الرئيسي في هذه الكارثة .
كما خرجت أيضا علينا وزارة الخارجية البريطانية بتصريح ما أروعه ليراقص العالم رقصة التانجو.
" بريطانيا تطلق حملة عالمية لتقديم متشددي داعش للعدالة "
" سوف تسعى هذه الحملة العالمية إلى تحقيق العدالة لكافة ضحايا داعش وحشد صفوف المجتمع الدولى تصديا لجهود داعش فى زرع الفرقة والكراهية ".
ولنلتفت جيدا إلي صدر التصريح الذي جاء فيه ( متشددي داعش ) أي أنها لا تستطيع أن تنفي أن داعش عنصر مؤثر في الخطوات القادمة التي سوف تنتهجها عندما تتولي قيادة العالم.
والسؤال الأخير...
لماذا بريطانيا ؟
في الحقيقة أن بريطانيا هي كانت الأحق بقيادة العالم وليس أمريكا التي أختيرت كونها ليست لها هوبة محددة ومن السهل التحكم في قيادتها السياسية .. فبريطانيا هي التي كان يطلق عليها المملكة التي لا تغيب عنها الشمس ولكنها لها ثوابتها الراسخة فكان من الصعب أن يتم تلين سياستها ولكن مع المتغيرات العالمية السريعة وجدت نفسها تحلق وحيدة وبعيدة واصبحت منزوعة الدسم بعدما كانت تتحكم في ثلثي العالم من خلال مستعمراتها الاستراتيجية من المشرق للمغرب وهاهى تستعد الآن لتحكم العالم .
ولكن هل ستنجح بريطانيا العظمى في تغيير العالم ؟.
هل سيعود الأسد كما كان من قبل يزأر في كل مكان؟
هذا هو السؤال الذي سنفرد له مقال آخر فيما بعد.
تحياتي
عادل إدريس المسلمي