لي صديق حميم من آن لآخر يناورني بشني الطرق أن يعرف مردودي العام مما يحدث علي الصعيد السياسي بمصر ورغم أنه يعلم تماما بأنني من قوم (عباطة) ولا أحيد بفكري عنهم مهما جار الزمان أو عُلقت علي باب زويلة وجلدت بالسياط فسأظل أقول " عبيط عبيط " .
إلا أنه وبحنكته ومكره عزمني علي أكلة كوارع بمحتوياتها التي تغني لها البطون فتخدرت وأصبحت مترنحا وبعد أن جلسنا علي إحدى المقاهي وشعر بأن مفعول الكوارع بدأ يسري في عروقي اغتصبني بسؤال ...
- أراك غير مهتم بالأمور السياسية بالبلد ومغرد بعيدا بقلمك ؟.
- شوف يا صاح...
تعداد مصر الآن يقارب المائة مليون فاه .. منهم لا يفل عن النصف يستخدم شبكة الانترنت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وما شاء الله كل هذا العدد من الأفواه أصبح من عظماء الساسة بعدما أصبحت الساحة كمرحاض كل يدلو بدلوه فيه .
فبعد أن شطرتنا الهوجة إلي عدة شطائر أصبحت كل شطيرة لها اتجاهها السياسي وصارت الساحة هذا يرمي وذاك يصد وللأسف الشديد كل الكلام مهاترات مكررة .. أعني أن هذه الشطيرة تأخذ ما تكتبه شطيرة أخري وتعيد صياغته بشكل آخر بعدما تدخل عليه بعض التعديلات ليتماشي مع نهجها وبذلك أصبحت كل الشطائر تطبل في المطبل .
ولو راجعت كل ما يكتب تجد البعض ينقل حرفيا من كتاب ( أصول المعاني في بيت الكلاوي) للعالم العالمة المعلم طحيمر الزلباني والبعض الآخر من كتاب ( السهوكة السهيانة) لأم شحتة البلانة.
وعلي الجانب الآخر البعيد من هو في غاية السعادة أي منشكح مما يحدث فهذا بالنسبة له عنوان للأمان فكلما زاد التناحر بالتنطاح قهقهت ضحكاته وتأكد بأننا تجرعنا البلاهة حد الثمالة.
مندهشا من كلامي ...
- من فضلك وضحلي الصورة .
- كبرها أنت لتري أوضح.
- ولكن لازال كلامك غامض.
هو ليس بغموض و لم اخترع كلام وإن لم تصدقني فخذ لك نزهة فيسبوكية لتتأكد من كلامي .. السياسة الآن أصبحت مرتعا لكل من هب ودب فهناك من يبحث عن شهرته عندما وجد نفسه محلق بلا أجنحة فرأي أن يبحث عن شهرته بالسب والقذف في فصيل آخر وهناك من اعتبر الكلام في السياسة نوعا من الوجاهة الاجتماعية .. فلنأخذ مثلا المعلم درديري صاحب مقهي المزاج العالي أقنعه أبنه أن يعمل صفحة علي الفيس بوك للمقهي كونها مشهورة فرضخ للأمر .
ولما سأله أبنه عن أي شىء سيكتب في افتتاحية الصفحة .. فقال له نديها حتة سياسية تظبط المظابيط وتشبرق الصفحة وتمنجه الدماغ.
أكتب يا سيدي ...
" منوع منعن بتاتيا ومطلكا شورب الحشيش نهارن ومسموح ليلن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق