إلى
السادة :
أصحاب المعالي والفخامة رابطي الكرافتات
الشيك المزركشة ويا شيوخنا الكرام الأفاضل ويا حاملي البيارق بألوانها المختلفة ويا
أصحاب الجواكت السوداء ويا نافخي الأبواق من كل فصيل سواء أكان حركة متحركة أو
ائتلاف مستألف أو جمعية حقوقية مستحققة أو جبهة من الجبهات المتجبهة العريضة منها
أو المدببة ويا كل من يحمل شومة أو جنزير
أو سنجة أو خرطوش أو كلاشنكوف أو مدفع هاون أو طوبة أو حتى نبلة ويا عم ظاظا توف
صاحب مصانع المولوتوف اللى مغرقنا بجمايله أسمعوا واعووا.
ممن يظن منكم أن مصر ستقع أو تنهار على يد هذا
أو ذاك الفصيل لينتشلها هو وينصب نفسه الإله حورس الجديد فنقول له حنانيك با صاح وأصحى وصحصح وإشارتك خضرا وحد
ياخده ويوصله للباب ونشوف وشك بخير وأعرف مين هى المحروسة ، هي دوما فى حفظ الله وعنايته فمهما حدث لها من
كبوات كان الله فى عونها وإن كنت ناسى أفكرك فعندما ضربتها السنين العجاف أرسل
الله سيدنا يوسف وعندما أستكبر وأغتر قارون على قومه خسفه الله هو أملاكه بالأرض
ولم تصب مصر بسوء وعندما تفرعن فرعون أهلكه الله هو وجيوشه فأغرقه ولم تغرق مصر ولما
أراد الله أن يحفظ المسيح عليه السلام وأمه مريم من أذى اليهود جاء بهم إلى مصر فمصر هى
المحراب والمأوى ومصر أرض الكنانة وقال الله فى كتابه الكريم " فَلَمَّا
دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ
شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".
لقد
أصبحت الإشاعات مصدر رزق للبعض لدرجة أن هناك أشخاص متخصصين فى طبخ الإشاعات
وترويجها و حسب الطلب ووفقا للكتالوج يعنى لو عايز إشاعة تولع البلد طلبك موجود ،
إشاعة توقع بين حزبين موجود إشاعة تضرب الستات فى بعض برضه موجود يعنى المطبخ شغال
طوال اليوم وبصراحة أنا لا أفهم ومعى كل أهل المحروسة لماذا هذا التناحر الدامي
على المحروسة ؟ فى حاجة فيها ما نعرفهاش؟
يمكن وارثة قرشين ولا عندها فدانين أرض داخلين كردون مباني ولا لمؤاخذة حلاوتها زيادة حتة وكله طالب القرب.
بصراحة أنا لا أصدق كل ما يقال وأعتقد أنه
وشاية والغرض منها الوقيعة بين الشعب بفصائله المتنوعة كبارا وناشئين والتى لا أعلم
شخصيا كم فصيل يلعب الآن على أرض المحروسة لأنها لا تعد ولا تحصى وبالبلدي العدد
فى الليمون كما أنني لست متابعا لهذه المباريات وإن كنت أسمع التهليل والهتافات
المدوية وأرى توابعها من جرحى وقتلى.
فهل
أصدق مثلا من يقول:
-
أن قطر تحت عباءة إسرائيل ستستولي على
قناة السويس بحق انتفاع طويل الأجل وليس طويل التيلة؟.
-
أن هناك ثرى عربى تقدم بطلب رسمي
لاستئجار آثار مصر قانون جديد أو مفروش؟.
-
أن ميلشيات الأشقاء من حماس بداخل مصر هي التي تقتل المتظاهرين؟.
-
أن من قتل الجنود المصريين بسيناء هم أحبابنا ميلشيات حماس ؟.
-
أن
هناك من يخطط للإطاحة بالشرطة وإحلال بدل منها ميلشيات من جماعة الأخوان المسلمين؟.
-
أن هناك من يريد إجهاض الجيش المصري بدس
الفرقة بين صفوفه والوقيعة مع الشرطة؟.
-
أن هناك من يساهم فى مخطط فصل سيناء عن
مصر مشاركة فى مشروع الشرق الأوسط التخين اقصد الكبير؟.
-
أن ميلشيات الأخوان المسلمين تقوم حاليا
بدور البوليس السياسي بتاع زمان؟
-
أن الطرف الثالث حدوته مصرية تهلك من الضحك؟.
-
أن هناك وأن هناك وأن هناك لدرجة أننى
بطلت أذهب إلى هناك ؟.
أشك بل لا أعتقد ولا أصدق كل ما يقال فمهما
أختلف البعض مع جماعة الأخوان المسلمين فلا أظن أنهم يفكرون فى ذلك إطلاقا فهم
مثلنا مصريين شربوا من نيل مصر وشبوا على أرضها وقاسوا مرارة الظلم فمنهم من قضى
نصف عمره أو أكثر بزنازين سجون الأنظمة السابقة وإن كان هذا الكلام صحيحا فأرجوكم
جميعا بما فينا من ينتمي لجماعة الأخوان المسلمين أن نقف دقيقة حداد على روح
الأصالة ، وعلى من يقيمون خارج القاهرة مراعاة فروق التوقيت .
فى حاجة غلط ... في حاجة مش داخله دماغي رغم أن
دماغي ليست بالحجم الضخم يعنى أى طاقية تلبس فيها ، فنحن كل يوم نستيقظ على سماع
خبر مزعج يجعل الغلابة يرتجفون ويصرخون ويندبون ويلطمون الخدود وينعلوا يوم
ميلادهم ولدرجة جعلتهم يترحمون على أيام حكم الرئيس السابق بكل ما فيها من فساد
وفقر فتاك وأصبحت هناك مقارنات بين من حكمونا على مر السنين ومن هو أعظمهم وأضحكني
لحد الخنفرة ما سمعته من أحد الباحثين فى التاريخ المصرى عندما قال أن أعظم فترة
حكم فى تاريخ مصرهى فترة حكم السلطان طحيمر زين الرجال ... حد يعرفه؟.
لقد قامت ثورة 25 يناير سنة 2011 ونجحت بفضل من
الله سبحانه وتعالى ومن يقول غير ذلك فهو حالم فى ليلة شتاء والغطاء كان خفيفا ويريد
تنصيب نفسه إله الثورة فقد أنزل الله البلادة بعقل الرئيس السابق وشل تفكيره وإلا
كنا جميعنا حاليا معلقين على باب زويلة بعد تجديده وتجهيزه بواسطة الفنان " روقه " وزير الثقافة
الأسبق وعينكم ما تشوف إلا النور بلمباته
الملونة وكنا سنغنى الآهة بأحلى تقاسيم نغم وصوت نهاوند ولا تقولى بقى حقوق إنسان ولا
حتى جمعيات الرفق بالحيوان ها تتدخل ولا حتى شفاعة الماما أمريكا ولا حتى رجاء
شيوخ مشايخ العرب ولكان حد ها يقدر يقول علينا شهداء ولا مظاهرات تطالب بحق
الشهداء ولا خيمة ستنصب بميدان التحرير معلق عليها يافطة حق الشهداء ده حتى ممكن يمنعوا حرف الشين من جميع الكلمات
حد يقدر يقول ليه ؟ وشوف بقى الحبيب العادلى ها يعمل إيه هو وزبانيته ويا
وعدى على المنفاخ وأتذكر فى إحدى المرات سألت أحدهم ولماذا المنفاخ يا باشا فكان
ردة وكأنه متولى وهو يقول للقاضي عن شفيقة " لو عندك عربية وعجلها هوّا تعمل
إيه تسيبه ولا تنفخه؟ " فقلت له انفخه يا باشا فضحك بصوت عالي رج المكان
وأنتفض جسدي وكأنه المارد وهو خارج من القارورة
وقال لي أهو أحنا بقى بننفخ اللي عقله هوّا.
الكل أصبح يتهم الكل وقاعدين لبعض على الواحدة
لغاية لما الواحدة فطست تحتهم ، والله
شىء غريب وعجيب وحكايات وإشاعات تشيب
الولدان وتعرق السمك بالماء ومصطلحات
عجيبة تطل علينا من خلال وسائل الإعلام مثل أخونة الدولة و ليبرة الشارع المصري
وسلفنة الوطن وتسييس القرار وهناك مصطلحات لم تفك رموزها حتى الآن كونها صيغت
بحروف لم يستدل عن أصلها مثل حشرجة الشعب وهدرجة الدم المصري وجلفنة الرأي العام ولخلخة
التواصل الاجتماعي وتورم الكلمات وجرثمة الأحداث وأحلى ما سمعت هشتكة المصير
وشبرقة الضمير ، والنغمة التى نسمعها كل يوم وعلى كل لسان أن الأخوان سرقوا الثورة
وعلى الجانب الآخر يتهم الأخوان الليبراليون بأنهم نشلوها منهم ذات مساء بواسطة
الالتراس واتهام للغلابة بأنهم حزب الكنبة وإن كان البعض منهم صرخ وقال أنا ما
عنديش كنبة أنا عندى حصيرة.
وأصبحت المحروسة سداح مداح وكأنك شغلت ماكينة
شفط بتشد من ترعة بابا غنوج المتفرعة من بحر مجاريكا وبترمى على كل لون يا كلام فأصبحت هناك أفواه تتحدث وهى لا تعلم ماذا تقول
ونحن بالتالى لا نفهم كوننا لا نتحدث إلا الهندية، حلقات تعقد كما لو كانت على مصطبة
أبا الحاج العمدة والجوزة شغالة والقلاحة مولعة أو كأنها جلسة نساء أمام بيت
إحداهن يتناقشن فى أمور حلة محشى كرنب أتلسعت وشاطت أو يعيدوا ويزيدوا فى حدوتة
البت عزيزة بنت إسماعين شيخ الخفر وطلاقها من زوجها مخيمر النطع أبن الحاج عيوطى.
كل يوم نصحي الصبح نلاقى مجموعات طالعة من كل
حتة وماسكين علم مصر وكل مجموعة لها مطالبها والكل رافع شعار واحد ما فيش غيره
" عيش حرية عدالة اجتماعية" لغاية لما بتوع العيش سرقوا الدقيق المدعم وباعوه فى السوق السوده علشان يتعمل كرواسون
للغلابة وكل واحد من هذه الجماعات معتبرا نفسه أنه هو الواد الجن اللى ما ها يهدا
ولا يكن إلا لما يجيب الديب من ديله وسوق بينا يابا على التحرير ناكل درة ونشرب
حلبسة وعشرميت ألف مليونية لدرجة أن هناك من ينادى بأن تنشأ جهة لتسجيل وتسمية المليونيات
بعدما نشبت معركة بسبب أن إحدى الجماعات أطلقت مسمى "جمعة سد الحنك " على
مليونيتها وفوجئت بأن جماعة أخرى سرقت الأسم منها ولولا تدخل السفيرة الأمريكية
بالقاهرة مسسز آن باترسون لحدثت كارثة وقد تم عرض أقتراح بأن تسمى هذه الجهة "الهيئة
العامة للمليونيات والوقفات الاحتجاجية وقطع الطرق "وتتبع وزارة التضامن الاجتماعي.
طيب
كل ده من إيه؟ أقول لك .....
- مساحة سقف الحرية التى فرتكت سقف الغطاء الجوى
وعدت منه وأشتكى منها أهل المريخ فأصبحت حرية مدلعة بالنسبة لكافة الفصائل بما
فيها الفصيل الحاكم بدرجة غير معقولة ومقبولة وفاقت حريات بلدان تعتبر الديمقراطية
هى نبراسها بما فى ذلك جزر الهاواى وأصبحت الحرية على كل لون يا ملوخية حتى وصلت
لحد السباب والقذف دون رابط واللى مش عاجبه يشرب من بحر قزوين والأعجب الحركات
الانفصالية التى نفاجئ بها كل يوم فمن
أراد الأنفصال عن مصر يعلن الاستقلال ويرفع العلم لدرجة أن هناك قرى ونجوع أعلنت استقلالها
، وهذا ما حدث لى عندما توجهت لزيارة أقاربي بنجع الحندوسة وجدت متاريس قد نصبت
بمداخل النجع وأسلاك شائكة على الحدود مع النجوع المجاورة وهناك علم مرفوع أصفر اللون
به عودين من القصب متقاطعان فاعتقدت فى بادئ الأمر أن هناك معركة بالنجع وأن رفع العلم يعنى أن المنطقة خطر ولكن أحد
الشباب عندما رآني عوج طاقيته شمال وتقدم ناحيتي وسألني بصرامة عن الهوية فاعتقدت أنها البطاقة
الشخصية فقال لى لا أنها الهوية الخاصة بدولة حندوسيا الجديدة وبعد شد وجذب اضطررت
أن أتصل بأحد أقاربي بالموبايل وجاء مسرعا وبعد مداولات أستمرت أكثر من ساعتين حصلت
على تأشيرة زيارة لمدة أسبوع باعتبار أن قريبي هذا هو الكفيل لى لحين أثبات جنسيتي.
- قنوات تلفزيونية لا حصر لها ومقدمي برامج كل
منهم يعتقد أنه سايمون ماكوى ومقدمات برامج يعتقدن أنهن يتفوقن على أوبرا وينفرى
ويقلدن مذيعات قناة الجزيرة بتعطيش الجيم لدرجة أنها ماتت من العطش ومنهن من تأرجح
الكلام مستخدمة لغة اللألأة كنوع من الفذلكة الإعلامية وكأنها
ستولد كلمة جديدة ولكنها معصلجة فى الخروج وضيوف أنتهت صلاحيتهم منذ زمن الجنيه الجبس
وكلهم خبراء وتجد منهم من يحمل لقب بطول خمسة أمتار فهذا الدكتور اللواء مهندس أبو
الفضل جاد الله الخبير الاستراتيجي العسكري القانوني الهندسي السياحي العجلاتى أجده
دائما متنقل بين القنوات يتمطع بعبقريته فى التعليق على الأحداث الجارية وعلى
الجانب الآخر تجد القنوات المفترض أنها دينية بحته دخلت فى محك التوك شو وطبعا
هناك فرق بين التمرس وبين الحداثة فتجد مولانا ترك أمور الدين ودخل فى أمور الدنيا
راكبا الفصحى وفتاوى على ودنه كل يعتقد أنه أبو الفتوى وهو الأوحد فى أمور الفقه
والشريعة وضيوف أفاضل جاءوا لشن الجهاد على الزنادقة وحوارات غريبة واتهام الآخرين بالكفر والإلحاد واكتظت المحاكم
بدعاوى السب والقذف.
وهناك بعض مقدمي البرامج يستضيفون أحد الأفاضل
من شيوخنا الكرام وآخر من أساتذتنا الأجلاء ممن يعتبرون أنفسهم أصحاب آراء حرة وبعد
الترحيب وتبادل الابتسامات يولع الفرن وتسخن الحلقة وصراخ وعويل ورفع أحذية وبصق
وبذاءات واعتقدت فى إحدى المرات أن أحدهم قد وقف ليتبول على الآخر إلا أن أعتقادى
كان خاطئ فقد كان يعدل من نفسه ليترك حلقة النقاش معترضا على أن الطرف الآخر مصمم
على أن البيضة هى التى أتت قبل الفرخة وأعتبره كافرا ، ويعتبر الأعلامى الذي يجعل
الحوار ساحة معركة قد نجح فى حلقته ويطلع الخبر فى الصحف اليومية وعلى مواقع
التواصل الاجتماعي صوت وصورة.
ولكن
أليس هناك حل للخروج من هذه المشكلة التى ضربت المحروسة؟.
المشكلة بسيطة جدا وحلها أبسط من حل حمار وقع
أرضا بعربية كارو محملة بالبطيخ واللى يقول أنها صعبة ووعرة يا بوى يبقى الباشا مش
من هنا وجاى من هناك يتمشى ويتسلى ويشرب سحلب ودماغه فاضيه وأعمى البصيرة فلن تجدى الحوارات تحت مسمى " فى حب مصر " ولن تنجح
اللقاءات التى تجمع الفصائل تحت مسمى " نبذ الخلافات".
الحل يا
سادة يا كرام أن يجلس كل بمقرده مع نفسه ويطلب شاى له وقهوة لنفسه وإن كانت بتدخن
هاتلها شيشة وأسألها سؤال واحد ، إيه اللى
أنا بأعمله ده وعلشان إيه ؟ هتلاقى ضميرك بيرد عليك ويقولك حرام عليك والله البلد
رايحه فى داهية وأنت السبب ، فووووق وصحصح ولو فوقت يبقى كده أنت بتحب مصر ولو لسه
مسطول وضارب مدفع بانجو مع قرصين ترامادول وعامل أحلى دماغ يبقى أركن على جنب
وأنتظر فرمان أنك شهيد بالنيران الصديقة واللى شايف نفسة أنه قادر على أنه يمسك
وزارة ولا حتى رئبس وزراء خلوه يمسك ونشوف ونجرب ولو ما نفعش بجى غيره لغاية لما
يخلص الطابور ماهى عزبة وناظرها مكوع ساعة عصارى ونفضل نشيل ده ونحط ده لغاية لما
الديك يقول كوكو كوكو يخرب بيت أبوكوا مصر زعلت وطفشت.
لقد أصبحنا أضحوكة أمام جميع الدول التى كانت
تقف احتراما لنا وده كله ليه وعلشان إيه؟ اللى فاهم يفهمنى و لو سألت أحد ممن
يدعون أنهم حراس الوطن لقال لك أنها أمور سياسية بحتة معقدة ومتشابكة ومتشعبة وصعبة
مش أى حد يفهما ، جهلونا وجعلونا من مواطنى عصور ما قبل التاريخ .
يا
سادة يا كرام أفيقوا من الغيبوبة واعرفوا انكم مجرجرنا وراكم للهاوية ولن يجدي بعد ذلك صلاح الحال فسوف يكون
من المحال وإذا أستمر الوضع هكذا فسوف نتقابل جميعا هناك نبكى على ما أصبحنا عليه
ولمن لا يعرف العنوان فقط أسأل عن " جبل الهوءة " وستجدنى هناك بأنتظاركم
قاعد أتشمس وبأزأز زلط.