ههه أبويا أتحرق ... هكذا قالها يونس شلبى فى مسرحية
مدرسة المشاغبين وهات يا ضحك من المشاهدين
ولم يلتفت أحد أن ما قاله تغير فى المثل والاخلاقيات وعندما نوه البعض عن ذلك كان
الرد أنه دوره بالمسرحية أهبل ولا يدرى ما يقوله.
لقد تذكرت هذا المشهد وأن أرى هذا الطفل الصغير الذى ظهر فى الفيديو الذى يبين مقتل ظباط وجنود قسم شرطة كرداسة وهو
يكبر الله أكبر ثم يهلل ويصفق ... موتناهم
... موتناهم .
وعندما بدأت سلسلة أفلام العنف والمخدرات تنتشر بصورة مريبة والمعارك التى تظهر
قاع المجتمع بصورة سيئة وأستخدام الاسلحة
بأنواعها المختلفة فستجد ما حدث مثلا فى فيلم ابراهيم الابيض يحدث الآن وبصورة طبق
الاصل فى شوارعنا ناهيك عن باقى سلسلة
الافلام مثل عبده موته ولا الالمانى و غيرها من الافلام التى تنادى بالعنف بقصد
غير مباشر.
ثم جاءت موجة أفلام
العرى الفاحش والكلمات الساقطة والرقص الخليع الممزوجة بالعنف يعنى افلام
" دبل فيس " وبمعنى اللى عايز
كده موجود واللى عايز كده برضه موجود وما تحرمش نفسك من المتعة.
وأحلى حاجة عندما تنتقد ذلك يقول لك أحدهم :
" أنها حرية التعبير وأن مثل هذه الافلام تعالج
قضية هامة بس أنت مش واخد بالك بص تانى
وتالت وها تتأكد " .
وما يدهشك حواشى
هذه الافلام بالاغانى الماخورية التى
يصاحبها الرقص الخليع وقد سمعت أحد المخرجين وهو يدافع عن ذلك بقوله أن الاغانى
تتماشى مع سياق الفيلم ! وأن كلماتها
يفهما الشباب جيدا والدليل أنك تسمعها فى الميكروباصات والتكاتيك والافراح الشعبية
ومن يقول أنها هابطة فهو من العصر الحجرى البازلتى ولازال قابع فى صومعة الجهل
والتخلف.
كان زمان منظر الاغتصاب يتم بمدلول راق ونتفهمه كأنطفاء
شمعة أو أمواج بحر عاتية أو هبوب عاصفة وسقوط أمطار ولكن الآن تشوف الحدوته صوت وصورة من أولها لآخرها.
لم يعد هناك فيلم إلا ويعتمد على مثلث التكنيك الاخراجى
" جنس ... مخدرات ... عنف "
وإلا سقط الفيلم وللأسف الشديد هناك من يقول لك : " يا سيدى لا تتفرج ...
خليك مع نفسك وسيب غيرك براحته " .
ومن مشاهدتى لاحداث
العنف الدامى الذى نعبشه الآن أكاد أجزم أن بعض الشباب الذى يطلق النار ويرمى
المولوتوف يطبقون ما يحدث فى أفلام العنف بصورة طبق الأصل هات بعض من الافلام
واقسم الصورة جزئين أعرض فى احداها ما
يدور فى الشارع الان وفى الاخرى أحد الافلام المشابهة وسترى صدق كلامى.
هى نفسها العشوائية فى أستخدام البنادق ... من لم يرى
هذا الرجل الذى كان يرتدى جلبابا أبيض ممسكا ببندقية ووراءة مجموعة من الشباب
الصغير وقد يبدو لك من الوهلة الاولى أنه كفيف من طريقة التصويب وهذا الشاب الذى
كان على الكوبرى الذى يضرب من بندقيته والله لقد ذكرنى بصائدى العصافير واليمام مع
اختلاف البندقية طبعا ولكن نفس المنظر
العام كاب على الرأس وبندقية ولكنه كان يصطاد رؤوس بشر.
أنا هنا لا أنتقد فصيل
بعينه ولكننى أردت أن أوضح أن ثقافة العنف بدت مؤثرة على العقلية بصورة واضحة وهذا
ما سيجعلنا فى القريب العاجل سنتجه جميعنا إلى وادى حاحا ومن لا يعرف هذا الوادى
أنه قد يتشابه مع الربع الخالى من حيث الموت المؤكد ولكنه يفوقه من حيث الاهوال التى تتلقفنا هناك
وقد سمى حاحا لانه كل من سيصل إلى هناك ومن الوهلة الأولى سيوحوح وحوحة تقشعر لها
الابدان وستجد هذا وذاك كل يوحوح على طريقته التى شب عليها وفى هذه الحالة فقط
سنتفق وسنكف عن التناحرولن تكون هناك تظاهرات ولا مليونيات ولا قتل ولا سحل ، صحيح
سنجد ملايين البشر متجمهرين فى الوادى ولكن ولأول مرةسنتفق جميعا على هتاف واحد " وح وح
" ولكن رويدا رويدا ستتلاشى الوحوحة
بعد أن نكون قد أهلكنا أنفسنا بأنفسنا فقط سنسمع أصوات الشياطين وهم يضحكون
ويهنئون أنفسهم ويتجرعون نخب الأنتصار.
فقط علينا أن نختار إما الطريق إلى المصالحة العاجلة فيما بيننا دون تماحيك أو غطرسة من هذا أو ذاك وإما أن نتجه جميعنا الى وادى
حاحا.
ونسمع سوا أغنية
.... . اديك فى السقف تمحر اديك فى الجركن تركن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق