أنت ممكن تعتقد أنك ماشي صح في هذا الاتجاه فتجد كل إشارات التنبيه حمراء فتعود لنقطة البداية مرة أخري وتظل تحاول مرات عديدة دون جدوى إلي أن تحبط فتستكين علي ما هو عليه ويبدأ الملل يتسرب بداخلك إلي أن يضربك الاكتئاب الذي يأخذك إلي دائرة اللاعودة وترفع راية الاستسلام معلنا الاعتكاف في الكهف المظلم الذي يحتضنك بداخله إلى أن تفارق حياتك.
والحكاية...
أحد الحرفيين المتميزين في مهنته حتى ذاع صيته وأصبح عليه زحام كثير من الزبائن إلا أنني وجدته ذات يوم يقوم بتعديلات في المحل ووضع يافطة على واجهة المحل تبشر بقرب افتتاح مطعمه وعندما سألته متحسرا عن سبب ذلك كان رده " أن مهنته صارت متعبة وعائدها لم يعد مثل ذي قبل وأنه رأى أن المطعم يدر ربحا سريعا خاصة أن المحل بالقرب من منطقة مزدحمة لأنها تقارب عدة مصانع وورش حرفية وضرب لي مثل بمن يأتون صباحا حامينلين أدوات طهي أقراص الطعمية والبطاطس وقدر الفول وأكياس الكشري وغير ذلك من صنوف الطعام المختلفة ويفترشون الأرض وما من ساعتين على الأكثر إلا وذهبوا بعدما باعوا كل ما حملوه.. تركته وعدت بعد فترة قاربت الثلاثة شهور ففوجئت بأن المطعم لا يعمل ووجدته يجلس أمامه يدخن الشيشة فسألته عن أسباب ذلك فكان رده " العمال وقرف العمال وخسرت كتير " فقلت له: وماذا أنت فاعلا؟ فقال لي" مش عارف .. دماغي تعبت ومش عارف أفكر أزاي أرجع لحرفتي الأولى وحاولت ولم انجح فقد ذهب كل زبائني القدامى إلى أماكن أخري" .
يبقي الغلط فين؟.
الغلط .. أننا نتسرع في اختيار واجهتنا دون تفكير وتأني ونعتقد أننا قادرين على النجاح.. فليس كل طريق سلكه الغير ونجح فيه قد يكون مناسب لنا.
فقد نظر هذا الشخص في رزق الآخرين ووسوس له شيطانه أنه بمطعمه الشيك النظيف سوف يجعل زبائن من يفترشون الأرض يتحولون إليه وتناسى أن الله يوزع الأرزاق كل حسب حاجته ومش مهم المكان."
وها هو الآن بلا عمل يجلس مدخنا الشيشة ودخل في مرحلة اكتئاب شديدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق