المعروف منطقيا أن أقرب وقت ممكن في العالم المتحضر هي فترة وجيزة لاتخاذ قرار معين يتطلب السرعة لانجازه.
ولكن عندنا هذه الفترة قد تصل مدتها لزمن ممطوط غير محدد و قد يطول لساعات بل لأيام.
فعندما تتصل بإحدى شركات الانترنت لتبلغ عن عطل معين وبعد أن تأخذك هذه الشركة في رحلة تركب فيها الحلزونة ما بين التعريف بأنواع الخدمات المقدمة والتي تجعلك تحلق في سماء العالم بسرعة انترنت فائقة السرعة ثم إدخال رقم تليفونك الأرضي وأسمك وأسم اللي خلفوك والعلامة المميزة في جسمك للتأكد من أنك أنت وبعد ذلك تدخل في مرحلة الضغط على الأرقام العشرية كلها ويا عيني عليك لو ضغطت على رقم خطأ يبقي ها ترجع تاني وتعيد نفس الخطوات ولو صح تأتيك رسالة صوتية لتقول لك ...
" لضمان مستوى الخدمة فإن جميع المكالمات قد تكون مسجلة "
وبعد كل هذا تخرج عليك إحداهن لتقول لك ...
" سوف يتم تحويلك لأحد موظفي خدمة العملاء "
وطبعا تنفرج أساريرك وترقص رعشة الديك الرومي فلسوف تظفر أخيرا بالتحدث مع أحد موظفي خدمة العملاء إلا أنك تجد من تخرج عليك لتقول لك ...
" جميع موظفي خدمة العملاء مشغولون الآن وسوف يتم الرد عليكم في أقرب وقت ممكن" وتنتظر .
وتعيش مع نفسك لتستمتع بمقطوعات موسيقية عبارة عن مقاطع من سيموفونيات لشخرهوفن وسوكة لالا وبعد كل فترة تطل عليك تلك التي هي لتقول لك نفس العبارة وهكذا وأن كنت تتحدث من موبايل فرصيدك قد أنتهى وهنا تنعل سلسفيل هذه الشركة ومن يعمل بها وتدعو عليها دعوة ولية ساعة عصرية بأن يصاب كل من يعمل بها بمرض السكسكة الهندية .
أكتب لكم هذا المشور وأنا أستمع الآن لكونشيرتو بيانو " صباعي واوا " الحركة الثالثة والرابعة للموسيقار عبده سكلانا وقد مر أكثر من ساعة ولازلت انتظر الطلة البهية لاحد موظفي خدمة العملاء.
تحياتي
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق