يحكى فى سالف العصر والزمان أنه كان هناك ملك يدعى شخرم المشخار يحكم مملكة تسمى شنكوريا وكان هذا الملك مستبد و قاسى وعنيد ولا يتفاهم مع أحد،غروره أنساه الله فكان يعتبر نفسه الإله فى الأرض والكل يجب أن يسبح بحمده فكان يتلذذ بتعذيب شعبه وكانت مقولته الشهيرة " أن الذى لا يذوق عذاب شخرم المشخار كمن لم يشرب الخمر ويعاشر النساء ".
كان يرى أن العذاب يشل التفكير ويجعل العقل فى خمول وسكينة ولهذا أختار "خرشوم الطحلبى" ليكون وزيرا لأمن المملكة فقد وجد فيه ضالته فهذا الخرشوم لا يمت للإنسانية بصله نزعت من قلبه الرحمة ووضعت بدلا منها القسوة وكان يتولى بنفسه تعذيب الأخريين أمام الملك شخرم ففى صبيحة كل يوم كان يقدم للملك وليمة العذاب المكونة من الرجال والنساء وحتى الأطفال وكان يتلو على الملك عريضة الاتهام الموجهة لكل واحد منهم فهذا الرجل شوهد مبتسما وتلك المرأة سُمعت وهى تقول لزوجها يا حبيب القلب وذاك الطفل كان يلهو ويضحك أما هذا الشيخ عندما سأله كيف حالك كان رده الحمد لله وبعد أن يستمع الملك لعرائض الاتهام تتم مراسم التعذيب وكلا حسب تحمله لقدر العذاب فمن يموت فقد أرتاح من شدة العذاب ومن كتبت له النجاة كان يأمل أن يموت فقد أصبح روح بلا جسد.
لقد وصل غرور الوزير خرشوم لحد قوله لشعب المملكة عندما خطب فيهم أثناء الاحتفال بعيد ميلاد الملك شخرم أنه قال " أنا الذي أحدد لكم لمتى تبقون أحياء وأحدد لكم متى تموتون " وفى أحد الأيام جلس الوزير خرشوم مع الملك شخرم يحتسيان الخمر ولعبت الخمر برأسهما فقال له الملك سمعتك تقول للناس أنك تحدد لهم متى يموتون ! أصحيح هذا يا وزير فضحك خرشوم وهزت ضحكاته جنبات القصر فقال أجل يا مولانا فقال له الملك كيف تقول هذا وأنا الذي أملك هذا الشعب وأحكمه وأحدد مصيره وأستطيع الآن أن أقتلك فهب الوزير خرشوم واقفا وأشهر سيفه وقال للملك أتعتقد أننى أمزح بكلامي سأريك الآن مدى صدقى فأسدل سيفه وأطاح برأس الملك شخرم وخرج على الشعب ممسكا برأس الملك وقال أنا الآن الملك خرشوم فسجد له الشعب وأيقنوا أنه كان صادقا فى كلامه عندما قال" أنا الذى أحدد لكم متى تموتون " .
ومرت السنوات وأصبحت قرون من الزمان ومازال قول الملك خرشوم من موروثات الحكام ويدرس لأولاد الملوك والأمراء فى مدارس بلاط القصور ولهذا تجدهم كلهم ينتسبون لخرشوم الطحلبى وإن لم تصدق فأنظر حولك وسترى وإن لم ترى فأكيد أكيد أنت من كوكب تانى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق