قرأت الدستور الجديد المزمع الاستفتاء علية أوائل الشهر القادم وتعجبت كثيرا ممن يحاول تشويهه.
فهذا الدستور لم يكتب مثله من قبل ولم يضاهيه دستور آخر منذ سطرت الدساتير وقد تجولت فى عدة دساتير لأرى ما يجعلنى أرفضه أو أرفض بعض مواده ولكننى وجدت أنه وبصراحة مطلقة كتب ليريح كل الأطياف بل كل ما يخطر على بال أحد كتب فيه فأصبح بحق دستور لكل المصريين.
يعنى وبالبلدى الصريح دستور طبطبة يعنى مظبط الجميع يعنى دستور شعبى .
لذا فمن يقول عنه أنه دستور به عوار فليسمح لى أن أقول له أنت لا تعى ما تقرأ.
ثم تعالوا نعود للماضى فمن كان منا يقرأ الدستور أو حتى يعلم معنى كلمة دستور ؟ فقد كان قلة من المثقفين هم فقط ممن يعرفون الدستور ولا يفقهونه بصورة عميقة وكان من يحمل الدستور بيده يراه الناس بالمحروسه إنسان معقد وقد حكى لى أحد أصدقائى القدامى كان قد أستعار كتاب الدستور من المكتبة العامة ليقرأه كحب أستطلاع وعندما رآه والده وكان رجل طيب رحمه الله قال له " أنت مشيت ورا الشيوعيين ولا إيه؟ الكتاب ده ما يفضلش فى البيت لحظه أحنا مش عايزين مشاكل مع الحكومه يقصد البوليس السرى أى أمن الدولة " وكان هناك من يحمله كعياقه وفشخرة كأنه يحمل راديو كاست وعامل له تلبيسه قطيفه ودى كانت موضة فقد كان البعض ممن يسافرون لليبيا يعودون بأهم شيئين بالطو ووتربروف وكاست حجم كبير ويمشى يتعايق به بالشارع ؛ أما الآن فيتحدث عن الدستور أم إسماعين بائعة الخضار والحاج براهيم العطار وحنفى البقال وزيكو العجلاتى حتى الحاجة فاطنة بائعة الجبنة والبيض.
لذا وعلى غير طبيعتى بعدم ذهابى الى صناديق الانتخابات منذ ترعرعت أعلنها بأننى وعلشان خاطر عيونك يا محروسه سوف أكون بالصفوف الأولى لأدلى بصوتى وأقول " نعم " حتى ولو كنت سأمكث طوال اليوم أمام المقر الانتخابى بغض النظر عن عدم انتمائى لا لدوولا ولا لدوكهوما كونى أنتمى وبكل فخر لقوم عباطة وأرفع شعارهم " لا لينا فى الطور ولا فى الطحين وأدينا عايشين" وطبعا ها يطلعلى حد يقولى تانى أنتم عايشين عبيد وخساره فيكم الثورة اللى عملناها علشان تشموا نفسكم وطبعا مش ها أرد عليه كونى جاهلا فى أمور منافع الثورات .
الحكاية مش حكاية دستور الحكاية أننا عايزين نمشى خطوه لقدام علشان الناس الطيبة الغلبانه اللى قعدة فى الكفور والنجوع وحاطه ايديها على خدها مستنيه الفرج الناس اللى عايزه تشوف مصالحها الناس اللى زهقت من كرنفال المليونيات والتظاهرات الناس اللى بدل ما تضحك أصبحت تبكى .
كنا زماااان نستمع صباحا لأحلى الأعانى " يا حلو صبح يا حلو طل" دلوقت بنسمع " يا حلو فخخ يا حلو طخ ".
اللهم أهدى شعبك يا محروسه هداية ما بعدها رجعة أنك يا رب سميع مجيب الدعوات يا أرحم الراحمين فأنت على كل شىء قدير.