كنت أظن بل أعتقد أن متغيرات المجتمع المتلاحقة ستأتي بفكر مختلف للفتاة من حيث الشاب المناسب التى تأباه الفتاة زوجا
لها فقد يكون فتى أحلامها شاب ثوري كالأخ
دومة أو من يرتدى البنطال الساقط أو البنطال الفيزون أو من يرسم وشم التنين الأسود
على كتفيه أو بمن يتعايق بتمائم عظام القرود بمعصميه وعنقه.
وقد كان لى لقاء جاء بالمصادفة يجمع بين فتاتين وشابين
متقاربا الأعمار والتعليم العالي وكان سؤالى لهم عن سبب تأخر سن الزواج الآن حتى
وصلت الفتاة لمرحلة ما يطلق عليها العنوسة هل هو تعنت من الفتاة أم هى ظروف مادية
واجتماعية؟.
وقد فوجئت بإحداهن وهى تقول لى أنها تبحث عن رجل يشابه
سى السيد ولكنه مستحدث وعصرى فضحكت لدرجة أننى طالبت منها أن تعيد الكلام لعلني لم
أستمع جيدا فكررت ما قالته فتعجبت وقلت لها سى السيد أأنت متأكدة أم هو مزاح ؟.
فأبتسمت وقالت أنا أقصد ما أقوله.
ومن فرط أنبساطى منها كونها فتاة رقيقة وجميلة الملامح
والقد قلت لها: ولكن ما تعرفونه عن سى
السيد أنه رجل متشدد الرأى لا يعترف بديمقراطية الحوار يعنى بالعربى صعب
الدماغ فأبتسمت وقالت : هذا ما أريده مع
بعض التعديلات التى تتماشى مع الواقع.
تعجبت أكثر بل صمت لحظات كى أستجمع كلماتى التى تاهت من
فرط أندهاشى وقلت لها: وماهى هى هذه التعديلات ؟ ضحكت وقالت برقة : طربوش مش فى
طبعا ولا اليونيفورم اللى كان يلبسه زمان فضحكت على طريقة كلامها فقلت لها: دى حاجات عفى
عليها الزمن وقد تفهمت من كلامك أنت عايزه رجل شديد وله شخصية قوية فقالت : نعم
هذا ما أريده بالفعل.
فقلت لها: وأين تجديه الآن هذا السى السيد فضحكت وقالت لى
أكيد سأجده حتى ولو لم أتزوج.
وقد وجهت سؤالى للفتاة الأخرى فقلت لها: ما رأيك فيما
قالته صاحبتك فقالت : أنا يكفينى فقط أن أجد شاب مناسب يستطيع أن يتزوج فلى أخت
أكبر منى وقاربت الثلاثين ولم تتزوج بعد
وهى أجمل منى بكثير ورغم أنها خريجة كلية طب وتعمل طبيبة إلا أنها لم تتزوج
بعد ولا حتى تقدم لها عريس مناسب فكلهم دون المستوى .
وهنا جاء الدور لكى أسأل الشابين دفعة واحدة فقلت لهما:
من وجهة نظركم ما رأيكم فيما قالته الآنسة عن ودها أن تجد سى السيد؟ فقال أحدهم: هى
تريد أن تعود لعصر الجاهلية ولها ما تريد وقال الآخر مازحا : ما أنا أهوه جامد طحن
وممكن أشخط وأنطر وأكون سى السيد .
ضحكت وسألتهما ولكن ما هى مشكلتكم أنتم حتى تجدوا الفتاة
المناسبة فقال أحدهم: أنا أملك شقة ومجهزة
وميسور الحال وأستطيع أن أتزوج فى أى وقت ولكن لم أجد حتى الآن الفتاة التى
تدخل دماغى يعنى التى تتفاعل كيمائيا معى فلت له : وضحلى يعنى إيه تفاعل كيمائى
فقال لى : يعنى تكون بنت روشة ومش خنيقة.. كول يعنى أما الشاب الآخر فقال لى : ماما قالت لى ما تستعجلش
لغاية لما تشوفلى واحدة على مزاجها تريحنى .
وبرغم أن الظروف المادية والاجتماعية لها عامل مؤثر
حتما فى تلك المشكلة إلا أننى الآن عرفت
لماذا عادت الفتاة لتبحث عن سى السيد المعاصر وسط شباب يبحثون عن الكول و الروشنة ولما ماما تجيب له عروسه على
مزاجها وتريحه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق